في عالم متسارع أصبحت فيه التكنولوجيا جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ونتيجة للإقبال المتزايد للأفراد عامة والشباب خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ومجتمعات الانترنت بتعددها، بدا واضحا للعيان انعكاساته على أنشطتنا الحياتية وطريقة تعاملنا معها، هذه الانعكاسات قد تأخذ منحاً إيجابياً تارة كخلق مساحات افتراضية للتواصل وتبادل الأفكار والأخبار والتجارب والتسلية وربط البعيد بالقريب وتسهيل بعض الأنشطة الاقتصادية وخلق فرص عمل ومصادر دخل وغيرها، ومنحاً سلبياً تارةً أخرى والذي قد يتصاعد ليصل لانتهاكات صارخة للحقوق والخصوصية وتصل لحد التهديد. وانطلاقا مما سبق وبما يتوافق مع نهج مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت والذي يسعى لتمكين الأطفال والشباب وتعزيز مهاراتهم الحياتية ومبادئ المواطنة الفاعلة لديهم ورفع وعيهم وتوسيع مداركهم في جوانب متعددة تتلاءم مع تطورات القرن والتقدم العلمي والتكنولوجي والسوسيولوجي

يأتي هذا المشروع بذرة شراكة وتعاون بين مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (UNRWA) وبدعم من شركة Meta الرائدة في عالم شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي. ويهدف المشروع بشكل عام إلى رفع الوعي وتمكين الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عامًا بالأدوات والمهارات اللازمة للتنقل في المجال الرقمي والتفاعل بأمان ومسؤولية وتمكينهم من التفكير بشكل نقدي في سلوكهم الرقمي، وتعزيز مبادئ المواطنة الرقمية كأساس للمشاركة الفعالة مع المجتمع. حيث عمل فريق وطني مشترك من أطراف متعددة على بناء وتطوير 37 وحدة تعلم في مجال الأمان الرقمي بما يلائم الطلبة في الصفوف من السابع إلى التاسع. موزعة على خمسة محاور: مقدمة حول العالم الرقمي، الأسس الرقمية والسلامة الرقمية، التفاعل الرقمي، التمكين الرقمي، الفرص الرقمية. يتبعه عملية تدريب وبناء قدرات لمجموعة من المعلمين والمعلمات في مجال الأمان الرقمي وأسس تطبيقها والتدريب عليها في السياق الصفي.